القناة الثانية تطلق سلسلة وثائقية جديدة “أنا بيضاوي” تحتفي بمدينة الدار البيضاء

القناة الثانية

تحتفي القناة الثانية بمدينة الدار البيضاء عبر شتى ملاحمها و تجلياتها التي تزخر بها؛ وذلك من خلال عمل وثائقي، استثنائي ومتميز، بعنوان “أنا بيضاوي – ذاكرة الدار البيضاء”. وهو عمل من إعداد وإنتاج القناة الثانية بتعاون مع شركة “عليان للإنتاج”. وتقترح هذه التجربة السمعية البصرية المتميزة على المشاهدين 4 حلقات- مدة كل واحدة منها 52 دقيقة- تستعيد بأسلوب جذاب وسلس، تاريخ الدار البيضاء منذ التأسيس إلى اليوم.
وقد استعانت القناة بمخرج فيلم “كازا نيكرا” الشهير، نور الدين الخماري، بما يضفي على هذا العمل الوثائقي الذي يتسم بألق إبداعي متفرد ، منظورا سينماتوغرافيا مبتكرا..
سيناريو هذا الوثائقي الذي تمت برمجته ليبث ضمن موعد الخانة الوثائقية للقناة، مساء كل أحد على الساعة العاشرة ليلا ابتداء من 4 يونيو القادم، هو من تأليف غيثة القصار، الروائية والوثائقية المتمرسة؛ وهو موجه للعموم. و من بين أهم مميزاته سرد مشاهد وصورا نادرة، تم تأثيثها بعديد شهادات توثق لمعلومات حقيقية، تم البوح بها لأول مرة، عن مدينة الدار البيضاء. كما اختار هذا الشريط الوثائقي الاعتماد في مختلف أجزائه، على خيط رابط يتجسد في شخصية “مسافر” يرحل بالمشاهد عبر أبرز فترات المدينة، استكشافا لجوانب من روحها المستفزة والمضيافة في آن معا، فضلا عن أزقتها العتيقة و العديد من رجالها ونسائها المتباهين بانتمائهم لهذه الحاضرة العريقة المتعددة الملامح والأوجه.
“بفضل شريط “كازابلانكا” لهمفري بوغارت وبيرجمان، أضحى هذا الاسم مكونا من مكونات الذاكرة الجماعية والمتخيل الإنساني بأجمعه. لكن ماذا عن تاريخ الدار البيضاء والبيضاويين؟ هذا يفترض التطرق لتفاصيل تاريخ متقطع ومجزأ لمدينة عريقة لم تكف تسترعي مع مرور السنين المزيد من الانتباه والاهتمام. ويمكن القول على أن كل من قضى ليلة واحدة بالدار البيضاء، يصبح بيضاويا بشكل عفوي وتلقائي…حتى و إن لم ترقه.. فكيف لا يمكن سرد ملحمة هذه المدينة؟ إن القناة الثانية، منذ إطلاقها لسلسلة “قصص إنسانية”، ضمن خانة البرامج الوثائقية، كان همهاا الوحيد هو الاحتفاء بتاريخنا وإماطة اللثام عن تعددنا الهوياتي…ولعل العديد من المقومات والعناصر تجعل من البرنامج الوثائقي “أنا بيضاوي” جزءا حيا منا” على حد تعبير رضا بنجلون، مدير البرامج الإخبارية والوثائقية بالقناة الثانية.

الكشف عن الوجه الآخر للدار البيضاء، المدينة الحية والمثيرة في آن واحد…

يتلخص الهدف المتوخى من إعداد هذا الوثائقي في سرد تاريخ الدار البيضاء…فبرنامج “أنا بيضاوي” يستعرض ملحمة مدينة البيضاء من خلال حكايات طريفة وبسيطة ممهورة بعبق تاريخ عريق وحافل، وذلك في 4 حلقات بدءا من حقبة بدايات التأسيس وإلى غاية وقتنا الحاضر.
الأمر يتعلق هنا بإبراز مدى غنى وتنوع مدينة صاخبة، مدينة بهويات متعددة، مدينة موسومة بحركية دائمة ومستمرة. ولهذه الغاية، يعتمد هذا العمل الإبداعي الوثائقي على العديد من أساليب السرد والأساليب الدراماتيكية المثيرة، بالإضافة إلى رؤية إخراجية تسترعي الانتباه، حيث تحضر المقاربة الإنسانية، ويلتحم الوجود بالوجدان. كما استطاع “أنا بيضاوي” أن يقرن بشكل إبداعي وملهم ما بين المعالجة المبتكرة للصور القديمة واللقطات الاستثنائية.
على مستوى آخر، من ضمن أبرز ما يميز هذا الوثائقي أيضا، الحرص على منح الكلمة لصفوة من الخبراء للإدلاء بآرائهم المتعددة والمتنوعة لأجل الإحاطة بسرد الأوجه المختلفة لهذه المدينة العريقة والعامرة .. حيث يتقاسم جل المتدخلين، من مهندسين وممثلين وجمعويين، إلى جانب العديد من المؤرخين وعلماء الآثار والفقهاء والصحفيين والمبدعين ورجال الاقتصاد، ورجال ونساء التعليم، وغيرهم من المواطنين من ساكنة المدينة، ذكرياتهم ونظراتهم للموروث والتطورات التي شهدتها الدار البيضاء على مر السنين والأعوام؛ هذه المدينة ذات القلب النابض بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، الوطنية والدولية التي شكلت وما زالت الحداثة المغربية.
إجمالا، يأتي هذا الوثائقي الهام والمثير “أنا بيضاوي – ذاكرة الدار البيضاء ” ليترجم بالملموس عمق السياسة الإرادية للقناة الثانية والمتمحورة أساسا حول تقاسم وإشعاع التراث المادي واللامادي للمغرب. ومن خلال هذا الإبداع الوثائقي المتميز، تؤكد القناة الثانية من جديد، دورها الريادي كمنتج لمحتويات ثقافية جادة ومبتكرة، ودورها كقناة تحتفي بالتاريخ المغربي وتوثيق وصون الذاكرة الجماعية مع توخي لم الشمل وتوحيد الجميع حول قيم مشتركة من أجل “التعايش الجماعي” في وطن يسع الجميع.

التعليقات ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .