
احتضنت جامعة مونديابوليس بالحرم الجامعي كازا أنفا النسخة الخامسة عشرة من منتدى التشغيل 2025، تحت شعار ربط الكفاءات و الذكاء الاصطناعي من أجل فرص الغد. وجمعت الدورة طلبة ومسؤولي توظيف ومديرين تنفيذيين وخبراء موارد بشرية، لتفكيك تحولات سوق الشغل وبناء جسور عملية بين التكوين وفرص التدريب والتوظيف.

منتدى سنوي يرسخ قابلية التوظيف كأولوية
أضحت هذه التظاهرة موعدا سنويا ثابتا داخل أجندة الجامعة، لأنها تضع الإدماج المهني للشباب في صلب الاهتمام، وتتيح للطلبة فرصة الاحتكاك بعالم الشغل خارج القاعة، عبر لقاءات مباشرة مع ممثلي الشركات ومكاتب التوظيف ومديري الموارد البشرية. وتأتي نسخة هذا العام لتؤكد الدور الريادي لجامعة مونديابوليس في إعداد الكفاءات لمواكبة التحولات المتسارعة التي تفرضها الرقمنة والذكاء الاصطناعي على المهن.
قراءة في الشعار:
اختيار شعار «ربط الكفاءات والذكاء الاصطناعي من أجل فرص الغد» ليس تفصيلا لغويا، بل يعكس تحولا عميقا في منطق التوظيف:
الشركات تبحث عن مرشحين قادرين على فهم أدوات الذكاء الاصطناعي والتكيف معها، وفي الوقت نفسه يمتلكون المهارات الناعمة التي لا تُستنسخ بالآلات، مثل المرونة، التواصل، القيادة، والعمل الجماعي وبناء المعنى داخل المؤسسة.
تصريح مدير عام الجامعة: المنتدى جسر مباشر نحو سوق الشغل
جددت جامعة مونديابوليس التزامها بدعم الإدماج المهني للشباب، وفي هذا السياق صرح عبد المنعم بلعالية، المدير العام للجامعة، قائلا:
“يمثل هذا المنتدى فرصة محورية لطلابنا للالتقاء مباشرةً بصُنّاع القرار، ممّا يُمكّنهم من فهم متطلبات سوق العمل على نحو أفضل. كما يُعد المنتدى منصة لتعزيز علاقات الشراكة التي تربط الجامعة بالشركات والنسيج الاقتصادي والاجتماعي لبلدنا، بهدف ضمان توفير تدريب يتكيف مع واقع سوق الشغل”.
ويبرز هذا التصريح جوهر المقاربة التي تعتمدها الجامعة: تعليم مرتبط بالواقع. فالمسألة ليست مجرد بحث عن وظيفة بعد التخرج، بل بناء مسار مهني تدريجي يبدأ من فهم السوق، مرورًا بتحديد المهارات، وصولا إلى التحضير العملي للمقابلات والإدماج داخل المقاولة.
مائدة مستديرة: كيف تُعيد الموارد البشرية تعريف مهن الغد؟
استُهل اليوم بمؤتمر افتتاحي ركّز على سؤال محوري: «الذكاء الاصطناعي والمهارات الناعمة، كيف تعيد الموارد البشرية تعريف مهن الغد؟».
وقد أتاحت هذه المائدة المستديرة قراءة متقاطعة لتحولات العالم المهني: توسع إدماج الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات، وتصاعد القيمة الاستراتيجية للكفاءات البشرية، خصوصا في الأدوار التي تتطلب الحكم السليم، الإبداع، الفهم الثقافي والسلوك التنظيمي.
المتدخلون في الجلسة الافتتاحية:
- وسيلة كارا (تسيير الجلسة) – مؤسسة نادي مديرات الموارد البشرية
- فيليب مونتانت – المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع Rekrute.com
- عمر صقلي حسيني – مدير قناة الأسواق الناشئة في Dell Technologies
- منى عزاير – مديرة الموارد البشرية في Air Liquide
- حنان الجفالي – مديرة مركز التوظيف بجامعة مونديابوليس
مركز التوظيف: من دعم أكاديمي إلى بناء موقع مهني
من جانبها، أكدت حنان الجفالي، مديرة مركز التوظيف، أن مهمة المنتدى تتجاوز لحظة اللقاء إلى مسار كامل من الإعداد، وقالت:
“نحرص في مركز التوظيف على تهيئة بيئة مواتية لكل طالب لاستكشاف مشروعه المهني وإعداده وتنفيذه، بما يتلاءم مع التطورات المتسارعة في عالم المهن.”
ويعكس هذا التوجه إصرار الجامعة على وضع قابلية التوظيف في صميم الاستراتيجية التعليمية، من خلال مواءمة المسارات الأكاديمية مع التطور المستمر للمهارات ومتطلبات المؤسسات واحتياجاتها الفعلية.
ضيفة الشرف: القيادة النسائية والتنوع ضمن معادلة التحول
رحبت ضيفة الشرف وسيلة كارا، مؤسسة نادي مديرات الموارد البشرية، بالمبادرة التي تعزز الروابط بين الكفاءات المستقبلية وصناع القرار.
وأكدت أن بناء جسور ثابتة بين الشباب وعالم الشركات أصبح ضرورة، خصوصا في سياق تتزايد فيه قيمة المهارات البشرية والمرونة والقيادة كروافد للتحول داخل المؤسسات.
كما منح حضورها بعدا إضافيا للنسخة الحالية عبر إبراز أهمية التنوع وتطور الممارسات الإدارية والقيادة النسائية.
أسئلة شائعة حول منتدى التشغيل بجامعة مونديابوليس
ما القيمة المضافة للمنتدى بالنسبة للطلبة؟
يتيح اللقاء المباشر مع مسؤولي التوظيف وفهم متطلبات الشركات، إلى جانب فرص ملموسة للتدريب والتوظيف وبناء شبكة علاقات مهنية.
لماذا يتم التركيز على الذكاء الاصطناعي والمهارات الناعمة؟
لأن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طرق العمل، بينما تبقى المهارات الناعمة مفتاحا للاندماج، وقيادة الفرق، والتكيف مع التحولات داخل المؤسسات.
ما الذي يميز نسخة Job Dating ضمن المنتدى؟
لأنها تمرين عملي منظم يختبر قدرة الطلبة على عرض مشروعهم المهني بوضوح أمام لجنة تحكيم من مسؤولي توظيف ومديرين، ويقربهم من فرص تدريب أو عمل.
لقاءات مباشرة وJob Dating: اختبار واقعي لمشاريع الطلبة
عرف المنتدى تنظيم لقاءات مباشرة بين الطلبة والشركات، ما خلق مساحة منظمة للحوار حول فرص التدريب والتوظيف. وكانت النسخة السابعة من Job Dating محطة بارزة: ثلاثون طالبا تم اختيارهم مسبقا قدموا مشروعهم المهني أمام لجنة تحكيم تضم مسؤولي توظيف ومديرين ومديري موارد بشرية من قطاعات متعددة.
وأتاح هذا التمرين للعديد منهم إبراز مؤهلاتهم وتطوير طريقة عرضهم لذواتهم، مع فتح الباب أمام فرص ملموسة للتدريب الداخلي والوظائف.
لماذا يعد Job Dating نقطة قوة؟
لأنه يحول فكرة “التوجيه المهني” إلى تجربة تطبيقية: الطالب لا يكتفي بالاستماع، بل يختبر طريقة تقديم مشروعه، ويتلقى ملاحظات مباشرة، ويفهم كيف تُصنع قرارات التوظيف. هذه الدقائق المختصرة قد تصنع فارقا كبيرا في بناء الثقة وصقل الخطاب المهني.
شراكات جديدة تعزز جسور التعاون مع النسيج الاقتصادي
تميز الحدث كذلك بتوقيع شراكات جديدة بين جامعة مونديابوليس وعدد من الشركات الملتزمة بدعم المهارات الناشئة، ما يعزز دور المنتدى كرافعة للتعاون الدائم بين العالم الأكاديمي والنسيج الاقتصادي. ويؤكد هذا التوجه أن قابلية التوظيف لا تُبنى بخطاب عام، بل بمنطق شراكات متواصلة تترجم حاجيات السوق إلى تدريب ملائم.
خلاصة:
رسخت النسخة الخامسة عشرة من منتدى التشغيل بجامعة مونديابوليس ديناميكية تجمع بين الجامعة وطلابها والعالم المهني، ووضعت تحديات الذكاء الاصطناعي والمهارات الشخصية في صلب النقاش. وبين المائدة المستديرة، ولقاءات الشركات، وJob Dating، والشراكات الجديدة، برز المنتدى كمنصة عملية تمنح الطلبة أدوات أوضح لبناء مسارات مهنية تستجيب لواقع السوق وتوقعات المؤسسات.

التعليقات ( 0 )