
وجه جلالة الملك محمد السادس، مساء الجمعة 31 أكتوبر، خطابًا ساميًا إلى الشعب المغربي، عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارًا تاريخيًا يرسخ السيادة الوطنية على الصحراء المغربية، ويؤكد أن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد والنهائي للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمملكة.
واستهل جلالة الملك خطابه بآية كريمة من سورة الفتح: “إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا”، مؤكدًا أن المغرب، بعد نصف قرن من التضحيات، يعيش اليوم فتحًا جديدًا في مسار تثبيت سيادته الكاملة على صحرائه، في إطار حل توافقي على أساس مبادرة الحكم الذاتي.
تزامن تاريخي مع ذكرى المسيرة الخضراء والاستقلال
وأشار جلالته بفخر إلى أن هذا التحول التاريخي يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لاستقلال المغرب، مؤكدًا أن اللحظة تمثل مرحلة فاصلة في تاريخ الوطن: “هناك ما قبل 31 أكتوبر 2029 وما بعده”، في إشارة إلى بداية عهد جديد عنوانه الوحدة الوطنية.
المغرب الموحد: لا مساومة على الحقوق والسيادة
أكد جلالة الملك بحزم أن زمن التردد قد انتهى، قائلاً: “لقد حان وقت المغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة، الذي لن يساوم على حقوقه أو حدوده التاريخية”.
كما عبّر عن اعتزازه بالمواقف الدولية الداعمة، مقدمًا شكره لكل الدول التي ساهمت في هذا التحول الإيجابي من خلال دعمها الصريح لمغربية الصحراء ومساندتها لمبادرة الحكم الذاتي.
تقدير للحلفاء والدول الصديقة
خصّ جلالة الملك بالشكر الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب على دعمه الثابت وفتح الطريق نحو الحل النهائي، كما أشاد بمواقف فرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا التي أبانت عن التزامها القوي بنجاح المسار السلمي.
ولم يغفل جلالته التعبير عن امتنانه العميق للدول العربية والإفريقية الشقيقة التي عبّرت باستمرار عن دعمها اللامشروط لمغربية الصحراء ووحدة التراب الوطني.
🟠 لحظة وطنية تاريخية
الخطاب الملكي ليوم 31 أكتوبر 2025 يُعد من الخطابات المفصلية في التاريخ السياسي المغربي، إذ يمثل تتويجًا لخمسين سنة من الجهود الدبلوماسية المتواصلة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، من أجل ترسيخ مغربية الصحراء، وجعل الحكم الذاتي الإطار الوحيد المقبول دوليًا لحل النزاع.
دعوة إلى المصالحة وبناء الثقة مع الجزائر
في خطوة تعكس روح الحكمة والرؤية الاستراتيجية، دعا جلالة الملك محمد السادس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى حوار أخوي صادق بين المغرب والجزائر، بهدف تجاوز الخلافات وبناء علاقات جديدة قوامها الأخوة وحسن الجوار والتكامل المغاربي.
كما جدّد جلالته التزام المغرب بإحياء الاتحاد المغاربي على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والتكامل بين الدول الخمس، مؤكدًا أن مصير شعوب المنطقة واحد، وأن المستقبل لن يكون إلا بالتكامل الإقليمي والتضامن الحقيقي.
🟩 تحليل الخطاب الملكي: مرحلة جديدة في التاريخ المغربي
يرى المراقبون أن هذا الخطاب السامي يمثل تحولًا نوعيًا في الخطاب السياسي والدبلوماسي المغربي، إذ يجمع بين رسائل الشكر والاعتزاز الوطني، والدعوة إلى السلام والتعاون الإقليمي.
ويؤشر الخطاب على بداية مرحلة جديدة من التنمية المتوازنة في الأقاليم الجنوبية، وتعزيز حضور المغرب كشريك استراتيجي موثوق في المنطقة والعالم.
بهذا الخطاب التاريخي، أعلن جلالة الملك محمد السادس فتح صفحة جديدة من تاريخ المغرب الحديث، عنوانها السيادة، الوحدة، والتعاون.
مرحلة يؤطرها يقين وطني راسخ بأن مغربية الصحراء حقيقة غير قابلة للنقاش، وأن المستقبل يبنى على الثقة، الحوار، والتنمية المشتركة بين الشعوب المغاربية.

التعليقات ( 0 )