في سابقة تاريخية، انضم اتحاد وكالات الاستشارة في الاتصال (UACC) للجمعية الأوروبية لوكالات التواصل (EACA)، ليُصبح بذلك أول جمعية مهنية عربية وأفريقية تنضم إلى هذه الهيئة الرائدة في مجال التواصل. يُشكل هذا الحدث نقطة تحول محورية لمنظومة التواصل بالمغرب، ويعزز مكانة الاتحاد على الساحة الدولية.
اعتراف دولي ومطابقة للمعايير الأوروبية
يُعد اتحاد وكالات الاستشارة في الاتصال (UACC)، الذي أُحدث سنة 1998، ويضم حاليًا 52 وكالة تُمثل أكثر من 85% من النشاط الإعلاني في المغرب، قوةً دافعة في القطاع. ويُمثل “انضمام UACC للجمعية الأوروبية” اعترافًا دوليًا واضحًا بدوره الهيكلي المحوري في منظومة التواصل المغربية. كما يُشكل هذا الانضمام خطوة كبرى نحو مطابقة الممارسات المحلية مع أفضل المعايير الأوروبية، مما يضمن الارتقاء بجودة العمل والاحترافية.
مزايا استراتيجية وتأثير إيجابي على وكالات التواصل المغربية
بفضل هذا الاندماج، ينضم اتحاد وكالات الاستشارة في الاتصال (UACC) إلى شبكة واسعة من الجمعيات والوكالات المتواجدة في أكثر من 30 دولة. سيتيح له ذلك المشاركة الفاعلة في مجموعات العمل الأوروبية المعنية بقضايا محورية، مثل التنظيم، الذكاء الاصطناعي، الاستدامة، الشفافية، والإعلانات المسؤولة. وإلى جانب ذلك، سيحظى الاتحاد بامتياز الوصول إلى المنصات والمبادرات الإستراتيجية المهمة، على غرار AI Hub، وجوائز Effie Europe المرموقة، وبرنامج Ad Net Zero. كما سيتمتع أعضاؤه بموارد حصرية حول التطورات التنظيمية والتقنية في أوروبا، ما يمنحهم ميزة تنافسية كبرى.
رؤى القيادات: التموقع الدولي ونضج المنظومة
في هذا الصدد، أكد حسن الرويسي، رئيس اتحاد وكالات الاستشارة في الاتصال (UACC)، أن: “انضمام UACC للجمعية الأوروبية يشكل محطة مفصلية في مسارنا نحو تمكين الوكالات المغربية من التموقع على المستوى الدولي”. وأضاف أن هذا الانخراط “يعكس نضج منظومتنا، ويؤكد جودة الكفاءات المحلية، كما يُجسد استعدادنا للمساهمة الفعلية في صياغة مستقبل قطاع التواصل على الصعيد العالمي”.
من جهته، صرح يوسف التازي، رئيس لجنة العلاقات الدولية في اتحاد وكالات الاستشارة في الاتصال (UACC)، بأن: “هذه المبادرة تمثل أولى الخطوات العملية نحو تنفيذ استراتيجية الانفتاح الدولي التي تسعى إليها لجنة العلاقات الدولية”. وأوضح أنها “تعكس جزءًا من ديناميكية تشمل هيكلة الشراكات وتعزيز النفوذ المؤسسي لـ UACC في المغرب وأفريقيا وعلى المستوى الدولي”.
فرص للتعاون وتطوير الكفاءات المغربية
إلى جانب المزايا المؤسسية والتقنية، يمثل هذا التكامل فرصة كبيرة لعرض الخبرات والتعريف بالكفاءات المغربية على المستوى الدولي. سيتيح ذلك للوكالات الأعضاء في UACC المشاركة بنشاط في المناقشات الجماعية حول قضايا هيكلة القطاع، مع تسليط الضوء على الخبرة الإبداعية والاستراتيجية التي تم تطويرها في المغرب.
كما ستمهد هذه العضوية الطريق نحو تعزيز التعاون مع أكثر من 40 جامعة أوروبية في المشاريع الأكاديمية، وتوفر دورات تكوين متقدمة، بالإضافة إلى مبادرات جديدة للتبادل والابتكار للوكالات الأعضاء.
ديناميكية الانفتاح الدولي المستمرة
تُعد هذه العضوية جزءًا لا يتجزأ من ديناميكية الانفتاح الدولي التي يقودها UACC، والتي تهدف إلى تعزيز حضورها على المستوى العالمي ومضاعفة جسور التعاون مع الفاعلين الرئيسيين في هذا القطاع.
إن “انضمام UACC للجمعية الأوروبية” ليس مجرد حدث عابر، بل هو إنجاز استراتيجي يؤكد مكانة وكالات التواصل المغربية ويفتح أمامها آفاقًا جديدة للنمو، الابتكار، والتعاون على الصعيدين الأوروبي والعالمي، مما يعكس نضج وإمكانيات القطاع بالمغرب.
التعليقات ( 0 )