الصناعة الجوية المغربية تعزز مكانتها العالمية بشراكة استراتيجية بين “كازابلانكا أيروناوتيك” و”بوينغ”

في إنجاز صناعي جديد يعزز موقع الصناعة الجوية المغربية على خارطة التصنيع العالمية، أعلنت شركة “كازابلانكا أيروناوتيك” عن توقيعها شراكة استراتيجية مع عملاق صناعة الطيران العالمي “بوينغ”، لتصبح أحد المزودين المعتمدين ضمن سلسلة التوريد الخاصة بطائرة “بوينغ 737 ماكس”، والتي تعد من أكثر الطائرات طلباً في سوق النقل الجوي الدولي.

وجاء هذا التعاون تتويجاً لمسار من المفاوضات والدراسات التقنية الدقيقة التي أكدت الجاهزية الصناعية والتكنولوجية العالية لشركة “كازابلانكا أيروناوتيك”، والتي رسخت منذ سنوات موقعها كلاعب أساسي في منظومة صناعة الطيران بالمغرب. وقد تقرر بموجب هذه الاتفاقية الجديدة أن تضطلع الشركة المغربية بمهمة إنتاج أجزاء رئيسية من الهيكل الخارجي لطائرة 737 ماكس.

شراكة تعكس ثقة كبرى الشركات العالمية في الكفاءة المغربية

يمثل اختيار شركة “بوينغ” لـ “كازابلانكا أيروناوتيك” تتويجاً لجودة الخبرات المغربية، ويعزز موقع المملكة كمحور صناعي جاذب للاستثمارات الكبرى في مجال الصناعات الدقيقة والمتقدمة. وبحسب إدارة الشركة، فإن هذا التعاون مع عملاق الطيران الأميركي يعكس “الاعتراف الصريح بالكفاءة العالية لسلاسل التوريد المغربية، وقدرتها على احترام أعلى المعايير الدولية للجودة والابتكار”.

دعم مستمر من المنظومة الصناعية الوطنية

جاء تحقيق هذا الإنجاز ثمرة تنسيق وثيق بين العديد من الفاعلين الوطنيين، وفي مقدمتهم وزارة الصناعة والتجارة المغربية، التي عملت منذ سنوات على تطوير استراتيجية وطنية لصناعة الطيران ضمن رؤية مندمجة تهدف إلى جعل المغرب وجهة عالمية مفضلة في هذا المجال الحيوي. وقد لعبت الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والتصدير (AMDIE)، إلى جانب المركز المغربي لتأهيل الموردين (MASCIR) دوراً محورياً في مرافقة هذا المشروع خلال كافة مراحله، بدءاً من إعداد الملف التقني، وصولاً إلى تلبية المعايير الصارمة لشركة بوينغ.

قفزة نوعية في توطين الصناعة الجوية المغربية

من شأن هذا المشروع أن يعزز القيمة المضافة الوطنية في سلاسل صناعة الطيران، ويخلق المزيد من فرص العمل المؤهلة في المغرب. وتشير التقديرات إلى أن الاتفاق سيمكن من تشغيل أزيد من 150 مهندساً وتقنياً مغربياً بمهارات عالية، إلى جانب تحفيز نقل الخبرات والمعرفة التكنولوجية المتقدمة نحو النسيج الصناعي المحلي.

كما سيساهم المشروع في تعميق حضور المغرب في منظومة سلسلة التوريد العالمية الخاصة بشركة بوينغ، إلى جانب دوره الريادي الحالي في تزويد شركات عالمية مثل “إيرباص”، “سابكا”، “بومباردييه”، و”سافران”، التي سبق أن اختارت المملكة مركزاً صناعياً إقليمياً لها.

المغرب.. مركز تنافسي عالمي لصناعة الطيران

يواصل المغرب منذ سنوات فرض حضوره في سلاسل القيمة العالمية للطيران بفضل:

• منظومته التكوينية المتطورة، ممثلة في معهد مهن الطيران بالدار البيضاء (IMA).
• بيئة أعمال تنافسية وجاذبة للاستثمارات.
• موقعه الاستراتيجي كبوابة بين أوروبا وأفريقيا وأمريكا.
• استقراره السياسي والمؤسساتي.
• الدعم الحكومي المستمر لقطاع الصناعات المتقدمة.

وفي هذا الإطار، صرح مسؤولو وزارة الصناعة المغربية بأن “هذه الشراكة الجديدة تؤكد أن الصناعة الجوية المغربية انتقلت من مرحلة التجميع البسيط إلى التصنيع المعمق للأجزاء الدقيقة والمتطورة تكنولوجياً، وهو ما يفتح آفاقاً أرحب لاستقطاب مشاريع أكبر وأوسع في المستقبل القريب.”

مساهمة في تعزيز السيادة الصناعية الوطنية

يمثل هذا المشروع الجديد إضافة نوعية إلى مساعي المغرب لتعزيز سيادته الصناعية والتكنولوجية، وتقليص تبعيته للاستيراد في القطاعات الاستراتيجية، وذلك في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية لجعل الصناعة الوطنية رافعة أساسية للنمو الاقتصادي وتوفير فرص الشغل عالية القيمة.

الصناعة الجوية المغربية بوينغ