مواصلة تطوير الخدمات الصحية بالمغرب في انتظار إعادة إطلاق طلب عروض إنشاء منصة ذكية لتبادل المعلومات الصحية

تبادل المعلومات الصحية

ينتظر أن تعيد وزارة الصحة الإعلان من جديد عن إطلاق طلب العروض للمشروع الخاص بإنشاء منصة ذكية لتبادل المعلومات الصحية في المغرب، بعد أن تم تأجيله مؤخرا، وهو ما أثار الكثير من التآويلات في ظل عدم الكشف عن أسباب هذا التأجيل.

ويسعى المغرب إلى تطوير قطاع الخدمات الطبية والإستشفائية بالمغرب، كي تضاهي مثيلاتها من الأنظمة الصحية في الدول المتقدمة في هذا المجال.

وستساهم هذه المنصة في ضمان تبادل المعلومات الصحية، وذلك عبر منصة ذكية التي ستعمل على ربط  المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية العامة والخاصة في المملكة المغربية ربطاً آمناً.

ويقوم مبدأ عمل هذه المنصة الذكية، على تبادل المعلومات الصحية الهامة والحيوية بين مقدمي خدمات الرعاية الصحية في الوقت الفعلي، بهدف توفير قاعدة موحدة لسجلات المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية وتحقيق أفضل النتائج للمرضى.

و أوردت جريدة الأحداث المغربية في مقال لها حول الموضوع، أن قرار التأجيل الذي اتخذ سابقا قد “أثار تساؤلات حول إدارة المشروع، حيث أورد مراقبون عددا من الأسباب، التي خمنوا أنها قد تكون وراء القرار، من ضمنها التعقيدات الإدارية، أو الأخطاء في تقييم الاحتياجات، أو التعديلات المالية، مما زاد من الغموض حول هذه المبادرة”.

وأضافت اليومية المغربية “يهدف إنشاء النظام الرقمي الذكي الخاص بالملف الطبي الوطني المشترك، بميزانية قدرها 190 مليون درهم، إلى إحداث ثورة في الوصول إلى السجلات الطبية وإدارتها، واعدًا بتحسين تنسيق الرعاية الصحية، بيد أن هذا المشروع الطموح يواجه تحديات، خاصة فيما يتعلق بالشفافية والعدالة في عملية منح العقود”.

وتابعت الأحداث المعربية “وفق مصادر مطلعة فإن عددا من المتقدمين لصفقات وزارة الصحة، والذين فوجئوا بهذا التأجيل، سبق أن انتقدوا استئثار شركة بعينها بعدد من صفقات الوزارة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث سبق أن فازت شركة بعنيها، عبر شركتها الفرعية، على الرغم من الانتقادات المتعلقة بخبرتها، بعدد من الصفقات، ماأثار جدلاً واسعًا بين الشركات المنافسة، وغذا هذا الوضع النقاش حول عدالة إجراءات المنح، كما أثار تساؤلات حول حوكمة العقود العمومية في قطاع الصحة”.

وطالبت عدد من الأصوات، ولتجاوز هذه الجدليات، ضرورة فتح الباب أمام منهج شامل أصبح يعزز الحوار بين جميع المشاركين في القطاع، وإرساء التعاون بين وزارة الصحة، والمهنيين الصحيين، والشركات التكنولوجية كأساس لضمان الشفافية والكفاءة، واستدامة الحل الرقمي، باعتبار أن هذا النهج التعاوني هو المفتاح لتحقيق رؤية نظام صحي مغربي متصل، آمن، ومركز حول المريض.
من جهة أخرى، هناك وجهات نظر متباينة داخل أوساط مهنيي القطاع الطبي والصحي، بوصفه فاعلا رئيسيا في هذا التحول نحو إنشاء منصة ذكية لإدارة ملفات المرضى في المغرب، فبينما يرى البعض في هذا المشروع تطورًا إيجابيًا للنظام الصحي، يشدد آخرون على ضرورة الاعتماد على معايير صارمة لضمان مزيد من الشفافية في إجراءات منح العقود.

التعليقات ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .