في قلب التحديات الكبيرة التي تواجه القارة الأفريقية، تبرز الحاجة الملحة لتأمين البنية التحتية الخاصة بالقطاع الرقمي كعامل رئيسي لضمان استمرارية الاتصال ودفع عجلة التنمية والتقدم. وفي هذا السياق، لعب المغرب دورًا بارزًا في الاستجابة لأزمة الاتصال الأخيرة التي ضربت غرب ووسط أفريقيا، إثر تعرض كابلات الألياف البصرية تحت سطح البحر لحوادث مفاجئة أدت إلى توقف كبير وواسع النطاق في خدمات الإنترنت.

المغرب في قلب التضامن الرقمي الأفريقي
من خلال مجموعة اتصالات المغرب وفروعها Moov Africa، أظهر المغرب ريادته والتزامه بدعم جيرانه الأفارقة في وقت الحاجة. حيث استطاعت الدول المتأثرة بالانقطاعات الواسعة النطاق الاعتماد على الكابل البحري West Africa التابع لمجموعة اتصالات المغرب لاستعادة الاتصال.
فهذا الكابل، الذي يمتد على طول 9,400 كيلومتر، ويتمتع بسعة تتراوح بين 20 و60 تيرابايت في الثانية، يعد شريان الحياة الذي يربط غرب أفريقيا بأوروبا، مرورًا بالمغرب، ويوفر نقاط إنزال في سبع دول، مما يجعله ركيزة أساسية لاستقرار الاتصالات في المنطقة.
دور محوري في البنية التحتية الرقمية والتعاون الإقليمي
ما يميز هذا الدور الذي لعبه المغرب ليس فقط توفيره البديل الفوري للاتصال في أوقات الأزمات، بل أيضًا استعداده لتعزيز البنية التحتية الرقمية عبر القارة.
فمن خلال تعبئة فرق Moov Africa ومجموعة اتصالات المغرب، تم العمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للكابل البحري West Africa ونقاط الوصول إلى الإنترنت، مما يعكس قدرة المغرب على تقديم حلول مستدامة وموثوقة لتحديات الاتصال في القارة.
نحو مستقبل رقمي أكثر استدامة واستقلالية في أفريقيا
الكابل البحري West Africa ليس مجرد بنية تحتية تقنية، بل هو دليل على الرؤية الاستراتيجية للمغرب نحو تحقيق استقلالية ومرونة الاتصال الرقمي في أفريقيا. من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والاستثمار في البنية التحتية الرقمية، يسهم المغرب في بناء مستقبل رقمي أكثر أمانًا واستدامة للقارة، مؤكدًا على دوره كشريك رئيسي في التنمية الأفريقية.
في خضم التحديات العالمية والإقليمية، يبرز التزام المغرب بالتضامن الأفريقي والتنمية المشتركة كنموذج يحتذى به في الدبلوماسية الرقمية والتعاون الإقليمي، موجهًا بوصلة التقدم نحو مستقبل يسوده الاستقرار والازدهار المشترك.
التعليقات ( 0 )