
اختتم إنوي النسخة الأولى من «قافلة الألياف البصرية» بمدينة طنجة، في محطة ركزت على إدماج الألياف داخل البنايات الجديدة وتوحيد فهم الفاعلين لمتطلبات الربط المستقبلية. وتميزت المرحلة الختامية بتوقيع ثلاث شراكات استراتيجية لدعم التهيئة وتسريع جاهزية مباني الغد للاتصال عالي الصبيب.

قافلة متنقلة لتسريع إدماج الألياف في البنايات الجديدة
أنهى الفاعل الشامل إنوي المرحلة النهائية من النسخة الأولى لبرنامجه المتنقل «قافلة الألياف البصرية لإنوي»، وهو مسار تواصلي وتكويني هدفه رفع منسوب الوعي بأهمية إدراج الألياف البصرية ضمن تصاميم وتجهيزات البنايات الجديدة منذ المراحل الأولى للبناء، بدل اعتبار الربط خطوة لاحقة تُعالج عند نهاية الأشغال. وتقوم الفكرة على مبدأ بسيط: مدن أكثر ذكاء تبدأ من مبانٍ مهيأة تقنيا للاتصال المستقر.
محور لقاء طنجة:
انعقد اللقاء تحت عنوان: «الإطار التنظيمي الجديد للبنيات التحتية للاتصالات: قراءة في مشروع دفتر التحملات وانعكاساته على البنايات الجديدة»، وجمع مهنيي البناء والعقار والهندسة المعمارية لمناقشة مستجدات التنظيم وتأثيراته على مشاريع الغد، مع التركيز على المتطلبات التقنية الواجب استباقها ومعايير الربط الضرورية حتى تكون المباني جاهزة للاتصال عالي الصبيب بمجرد تسليمها.

ثلاث اتفاقيات كبرى: دعم التهيئة والتكوين ونشر أفضل الممارسات
تميزت هذه المرحلة الختامية بتوقيع ثلاث اتفاقيات تعكس انتقال المبادرة من التحسيس إلى الفعل الميداني. وتهدف الشراكات إلى مواكبة الفاعلين داخل منظومة البناء والأشغال العمومية حتى يصبح إدماج الألياف البصرية جزءا أصيلا من منظومة التجهيزات في المشاريع الجديدة، وفق الحدود الدنيا للمواصفات التقنية المعتمدة للبنيات التحتية للاتصالات.
تفاصيل الاتفاقيات الموقعة:
- اتفاقية مع مجموعة العمران طنجة–تطوان–الحسيمة:
لتوفير المواكبة والدعم التقني الضروريين من أجل إدماج الألياف البصرية داخل التجزئات السكنية الجديدة التي تطورها المجموعة. - اتفاقية مع الفيدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين (FNPI):
لتنظيم برامج تكوينية وتوعوية حول أفضل الممارسات في نشر شبكات الألياف البصرية داخل المشاريع الجديدة. - اتفاقية مع المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين بطنجة:
لدعم التكوين والتأطير التقني واعتماد المعايير الدنيا للبنيات التحتية للاتصالات المخصصة لربط البنايات الجديدة بالشبكات العمومية.

لماذا تصبح الألياف البصرية معيارا أساسيا في مباني الغد؟
في سوق يتغير بسرعة، لم يعد الاتصال عالي الصبيب رفاهية، بل شرطا للعيش والعمل والدراسة عن بعد. ولهذا باتت الألياف البصرية معيارا أساسيا لا غنى عنه، لأنها توفر استقرارا أعلى، وسرعات أكبر، وقدرة أفضل على دعم الاستخدامات المتزامنة للأسر والمكاتب. كما أن دمجها مبكرا في البنايات الجديدة يقلص أعطاب الربط اللاحقة ويرفع من جاذبية العقار للأجيال القادمة التي تتطلع إلى اتصال موثوق وسريع ومستدام.
أثر مباشر على المدن والاقتصاد:
عبر «قافلة الألياف البصرية»، يضع إنوي خبرته التقنية وتجربة فرقه المتخصصة رهن إشارة منظومة البناء، في خطوة تستهدف تحديث النطاق المبني ودعم انتقال المغرب نحو مدن أكثر حداثة وذكاء. كما تندرج المبادرة ضمن دينامية وطنية تجعل من الألياف رافعة لتعزيز تنافسية الاقتصاد المغربي وتطوير شروط الجذب العقاري والاستثماري.
خلاصة
باختتام النسخة الأولى من قافلته الوطنية بطنجة وتوقيعه ثلاث اتفاقيات كبرى، يرسل إنوي رسالة واضحة: جاهزية مباني الغد تبدأ من بنية اتصالات قوية اليوم.
وبين التنظيم الجديد ومتطلبات الربط والتكوين، تتجه المنظومة نحو معيار أكثر صرامة ووضوحا، يجعل الألياف البصرية جزءا من هوية البناء الحديث في المغرب.
خاتمة مركزة:
تمثل شراكات طنجة خطوة عملية لترجمة النقاش التنظيمي إلى حلول ميدانية. ومع استمرار الاهتمام الوطني بالبنية الرقمية، تصبح قافلة إنوي أكثر من مبادرة تواصلية: إنها ورش لتوحيد الرؤية التقنية بين المتدخلين، وتثبيت الألياف البصرية كقاعدة اتصال أساسية تواكب طموح مغرب متصل بالكامل.
✍️ بقلم: علي التيجاني

التعليقات ( 0 )