
تستعد الرسوم المتحركة المغربية لتسجيل حضورها الأول على الساحة الدولية من خلال مشاركة تاريخية في بينالي البندقية المرموق، حيث ستعقد لجنة متخصصة في مجال الرسوم المتحركة بتاريخ 20 شتنبر 2025. تمثل هذه المبادرة خطوة استثنائية في مسار الصناعة الثقافية المغربية، وتندرج في إطار برنامج جسر الإنتاج في البندقية (Venice Production Bridge)، الذي يجمع كبار الخبراء الدوليين في مجال السينما والرسوم المتحركة.
دعم وشراكة استراتيجية تُطلق الأنيميشن المغربي عالميًا
تُقام هذه المبادرة بدعم من المركز السينمائي المغربي (CCM) بشراكة وطيدة مع مهرجان أنسي الدولي لأفلام الرسوم المتحركة وCITIA، الجهة المنظمة للمهرجان. وتُعتبر هذه الشراكة الاستراتيجية أول تعاون من نوعه يُكرس لدعم الإنتاج المغربي للرسوم المتحركة وتقديمه على منصة عالمية رفيعة المستوى.
ويُعد هذا الحدث أول حلقة نقاش دولية مخصصة بالكامل للرسوم المتحركة المغربية، وتُنظّمها جسر الإنتاج في البندقية، في مؤشر قوي على التزام المغرب بترسيخ مكانته في النظام البيئي العالمي للسينما والصورة المتحركة.
رؤية فنية: “عندما تشكل الرسوم المتحركة المغربية كنزا خياليا وثقافيا عالميا”
يُعرض الفيلم التمثيلي لهذا الحدث تحت عنوان: “عندما تشكل الرسوم المتحركة المغربية كنزا خياليا وثقافيا عالميا لمشاركته”، كجزء من برنامج جسر الإنتاج. وتُسلط هذه الرؤية الضوء على الإمكانيات الإبداعية الهائلة التي يتمتع بها القطاع المغربي، وتُبرز طموحاته في بناء هوية بصرية عالمية تستمد جذورها من التراث الوطني.
أصوات مغربية تُعيد تعريف الأنيميشن
في هذا السياق، قال علي رقيق، مدير استوديوهات Artcoustic:
“تمثل الرسوم المتحركة جسراً بين الثقافات، وها هو المغرب اليوم يصل إلى محطة تاريخية في هذا المجال. كان من دواعي شرفي أن أتولى إدارة أول تمثيل دولي للرسوم المتحركة المغربية في مهرجان البندقية السينمائي.”
أعمال مغربية بارزة تُعرض على الساحة العالمية
ستعرض الندوة مجموعة من الإنتاجات الرائدة التي تعكس حيوية وتنوع المشهد المغربي في مجال الرسوم المتحركة، من أبرزها:
- فيلم “تراث المغرب” (Tourat Al Maghreb) – إنتاج Artcoustic، يقدم رؤية عصرية وجميلة للتراث المغربي من خلال تقنيات حديثة.
- فيلم “مغاربة السماء” (Les Marocains du ciel) – من إنتاج نفس الاستوديو، يستكشف إنجازات الطيارين المغاربة بأسلوب سردي ملهم.
- الفيلم القصير “هارون ومامون” (Harun & Mamun) للمخرجة جيهان جويبول، الذي يبرز تقنية “إيقاف الحركة” (Stop Motion) بأسلوب فني شاعري ومميز.
- فيلم “ظل الفراشات” (L’Ombre des papillons) للمخرجة صوفيا الخياري، الذي يقدم عالماً حالماً وحساساً نال اعترافاً دولياً واسعاً.
ترسيخ المغرب كقوة ناشئة في صناعة الأنيميشن
تؤكد هذه المشاركة، التي تُحظى بدعم كل من المركز السينمائي المغربي (CCM)، ومهرجان أنسي، وCITIA، على رغبة المغرب في ترسيخ وجوده في النظام البيئي الدولي لأفلام الرسوم المتحركة. كما تعكس طموح البلاد في تعزيز إبداعها الثقافي والمساهمة في الروايات البصرية الكبرى على المستوى العالمي.
فرص شراكة وانفتاح على السوق الدولي
إلى جانب العرض الفني والفكري، يُفتح الحضور المغربي في البينالي آفاقاً ملموسة للشراكات مع منتجين دوليين، موزعين، ومنصات بث كبرى. هذه الخطوة لا تُعزز فقط مكانة المغرب كوجهة إبداعية، بل تُرسّخ القطاع كمحرك ثقافي واقتصادي واعد.
سابقة تاريخية تُعيد رسم خريطة الأنيميشن العالمي
بإطلاق هذه اللجنة غير المسبوقة، يُسجّل المغرب سابقة تاريخية في عالم الرسوم المتحركة. لم يعد الحلم محلياً، بل صار عالمياً. من خلال دمج التراث، الخيال، والتكنولوجيا، تُصبح الرسوم المتحركة المغربية صوتاً جديداً في السينما العالمية.
شاركنا: أي فيلم مغربي ترغب في رؤيته يُعرض في مهرجان دولي؟
التعليقات ( 0 )