الذهب يواصل الصعود إلى مستويات قياسية بدعم من التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي

واصلت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء، تسجيل مستويات قياسية جديدة، مدفوعة بارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتجدد الحرب على قطاع غزة، إلى جانب حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات الاقتصادية الأميركية.

صعود قياسي للذهب

ارتفع سعر الذهب في التعاملات الفورية إلى 3045.4 دولارًا للأوقية، وهو مستوى قياسي جديد، قبل أن يتراجع بشكل طفيف إلى 3029.6 دولارًا في أحدث التعاملات.

أكد تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة KCM Trade، أن الذهب يُنظر إليه حاليًا باعتباره أصلًا مثاليًا للتحوط في مواجهة عدم اليقين الاقتصادي المرتبط بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال ووترر:

“المستثمرون يلجأون إلى الذهب كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات التجارية والسياسية. حالة عدم اليقين تدفع أسعار الذهب نحو مستويات غير مسبوقة.”

 الرسوم الجمركية تثير القلق في الأسواق

تزايدت المخاوف في الأسواق العالمية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة:

• رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ في فبراير/شباط الماضي.
• رسوم إضافية على قطاعات صناعية محددة من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان المقبل.

هذه الرسوم من المتوقع أن:
ترفع تكاليف الإنتاج.
تؤدي إلى زيادة التضخم.
تُحدث حالة من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة.

“إذا استمرت هذه السياسة الحمائية، فإن ارتفاع التضخم سيؤثر على الاقتصاد العالمي، وسيدفع المستثمرين إلى مزيد من التحوط عبر الذهب.” – وفقًا لووترر.

 التوترات الجيوسياسية تعزز مكاسب الذهب

على الصعيد السياسي، زادت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة من حدة التوتر في المنطقة، حيث شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة يوم الثلاثاء، مما أدى إلى:

• استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال.
• تدمير واسع للبنية التحتية في القطاع.
• تحذير إسرائيل من أن الهجوم “مجرد بداية” لتصعيد عسكري أوسع.

التوتر في الشرق الأوسط يعزز الإقبال على الذهب، حيث يُنظر إليه على أنه ملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار السياسي.

الذهب يُعد تاريخيًا وسيلة للتحوط في أوقات الأزمات.
مع استمرار التوتر في غزة، من المتوقع أن يواصل الذهب الصعود.

“التوترات في الشرق الأوسط تدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن، والذهب يظل الخيار الأول.” – وفقًا لووترر.

 البنك المركزي الأميركي تحت المجهر

يتجه تركيز الأسواق حاليًا إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث من المتوقع أن يُبقي سعر الفائدة القياسي ثابتًا عند نطاق:

• 4.25% – 4.50%

 ما الذي ينتظره المستثمرون؟

تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عقب الاجتماع ستحدد مسار السياسة النقدية.
أي تلميح بشأن رفع أو خفض أسعار الفائدة قد يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب.

في حالة استمرار أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة، ستتزايد جاذبية الذهب كمصدر للتحوط.
ارتفاع أسعار الفائدة سيؤثر على تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، ما قد يضغط على الأسعار.

 ارتفاع قوي للذهب منذ بداية العام

حقق الذهب مكاسب تجاوزت 15% منذ بداية العام الحالي، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي:

• تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
• التوترات في الشرق الأوسط.
• ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأساسية.

“المستثمرون يفضلون الذهب كملاذ آمن في ظل استمرار المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.”

 المعادن النفيسة الأخرى تحت الضغط

رغم صعود الذهب، تعرضت باقي المعادن النفيسة لضغوط في التعاملات الفورية:

• الفضة: انخفضت بنسبة 0.92% إلى 33.71 دولارًا للأوقية.
• البلاتين: تراجع بنسبة 1.48% إلى 998.29 دولارًا للأوقية.
• البلاديوم: انخفض بنسبة 0.87% إلى 960.07 دولارًا للأوقية.

“صعود الذهب يخلق ضغوطًا على باقي المعادن، لكن الذهب يظل الأبرز كملاذ آمن في أوقات الأزمات.”

 التوقعات المستقبلية.. هل يستمر الارتفاع؟

استمرار الحرب التجارية قد يعزز الطلب على الذهب.
أي تصعيد جديد في الشرق الأوسط سيزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستحدد الاتجاه المستقبلي للذهب.

إذا أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى توجهات متشددة في السياسة النقدية، قد يواجه الذهب بعض التراجع.
في المقابل، أي إشارة إلى تخفيف السياسة النقدية ستعزز مكاسب الذهب.

“الذهب في مسار تصاعدي، والتوقعات المستقبلية تشير إلى استمرار المكاسب في حال استمرار التوترات الجيوسياسية.”

الذهب يواصل رحلة الصعود إلى مستويات قياسية، مدعومًا بعوامل عدة:

• التوترات السياسية في الشرق الأوسط.
• عدم اليقين بشأن سياسات الرسوم الجمركية.
• اتجاهات السياسة النقدية الأميركية.

في حال استمرار هذه العوامل، فإن الذهب قد يتجاوز حاجز 3100 دولار للأوقية في الأشهر المقبلة.
على الرغم من الضغط على باقي المعادن، فإن الذهب يظل الخيار الأفضل للتحوط ضد المخاطر.

📎 تابع أحدث أخبار أسعار الذهب على موقعنا من خلال الرابط التالي : أسعار الذهب